مفاتيح الشخصية " قد يكون تعبير غير متعارف عليه فى عالــــــم الطفولة على إعتبار أن مكونات الشخصية الحقيقية لم تتضح معالمها بعد عند الطفــل لكن قد أختلف مع من يتبنى وجهة النظر هــــذه حـــيث أن الإستعـــــــدادات الشخصية لدى الطفل تكون موجودة بالفعل فقط تحتــاج لتنميتها وتطويـــرها وتنقيحها مما قد يشوبها من سلبيات ويعزز ما بها من إيجابيات ..لهــذا تحتاج كل أم إلى محاولة فتح الأبواب الموصدة بمفاتيح خاصة لمعرفـــة مداخــــــل ومخارج هذا الكيان الصغير الغامض حيث يختلف المفتاح من طفـــل لآخــر وذلك لضمان أن تبقى كل الأمور فى نطاق سيطرتها وماسكة بزمامها فهـــذا أحد أهم أدوارها .. ولانفترض بــــذلك أن تكــــــون طبيـــــعة شخصـية الأم ديكتاتورية أو متسلطة ولكن نفترض أن تتقن الأم كل فنـــــون القــــدرة على التعامل مع الحدث وأن تتمتع بالفطنة والكياسة والمرونة واللياقة الإجتمـاعية وحسن معالجة الأمور أيضا عليها إتقان فن الإحتواء وفـن إدارة الأزمـــــات التى تكسبها بالتإلى فن الدفاع واالقتال من أجل تحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه لصالح أطفالها ، وبهذا تمتلك القدرة على توظيف الشطط الإنفعــــإلى وردود الفعل المختلفة لأطفالها . فمن المفترض أن كل طفل يحتاج إلى طريقة تعامل مختلفة حسب المرحلة العمرية التى يمر بها وتبعا للنمو الإدراكى والإنفعإلى وكذلك تبعا لطبيعته الشخصية فمداخل الطفل العنيد غير الهادىء نسبياً غيــر الطفل العدوانى ذلك بالإضافة إلى الطفل الذى قد يعانى من أمراض صحــية أو مشكلات نفسية .
ومن هنا قد تدرك الأم أى مفتاح تقصد كمدخل لشخصية طفلها ممـا يرفــــع درجة التقارب والألفة بينهما .. كذلك على الأم إدراك جميع جوانب شخصية طفلها لإشباعها جميعاً فالخطأ الأكبر الذى قد تقع فيه معظم الأمهــــات هـــو التركيز على الجانب البيولوجى وإغفال الجوانب الأخرى كالجانب الوجدانى أو الجانب النفسى وغيرهما فى شخصية الطفل مما يؤدى إلى قصــور فــــى عمليات اشباع إحتياجاته بشكل عام . لذا علينا أن نــــدرك أن ذلك الكــــــائن الصغير له القدرة على التأمل والتفكير والنقد فى حدود إدراكــــه للمــــواقف والأحداث فهو ينمو وينضج من خلال قيامه بهــذه العمليـــات التــــــى قـــــد لانستشعرها نحن لإننا وبكل بساطة ننظر له نظرة هامشية فهو ينمو ويـدرك ويتفاعل من خلال أنشطته اليومية التى يقوم بها أثناء لعبه وأثنـــاء تعلــــــمه وحتى أثناء صمته .. لذا علينا أن نعمق إحساسنا بإستيعاب هذا الكيـان وفهمه الفهــــم الصحيــح الجدير به .